الحنين إلى ما لا يمكن بلوغه
-1- كنتما على حافة ما، قرب نهاية. تدخّنان سيجارة واحدة. هي في حضنك تسند رأسها إلى كتفك، وأنت تحدّق في القمر حتى لا تنظر إلى وجهها. كان القمر مكتملاً، أعورَ يراقبك بعين بيضاء لا يغمض لها جفن. من الصالة يأتي صوت الموسيقى ورقص الأصدقاء، كصدى صوتٍ مكتوم، كأنّ عنف الموسيقى يتردّد داخل رأسيْكما فقط. لا وجود له في الخارج. عندما دخلتما من البلكونة، تظاهرتْ أنها لا تعرفكَ جيداً، كما اعتادت أن تفعل كلّ مرة. يومها، نظرتْ إليكَ بعينين باردتين، لن تنساهما. قضيتَ، في ما بعد، وقتاً طويلاً لا تتذكّرُ إلا برودة عينيها، رغم أنك كنت قد رأيتهما مراراً تسكبان حمماً مشتعلة في حلقك. غرباء،