الحِفظ والصون
كنتُ من المعجبين القلائل بكتابه وقت صدوره، أحمل نسخه كهدايا لكل مَن أقابلهم. هو شاعر نزوله وسط البلد يعد من الأمور النادرة، وأنا كواحد من رادارات مثقفي مقاهي وبارات وسط البلد، لم ألمحه حتى في أقلها شهرة وانزواءً. --<>--<>--<>--<>--<>--<>-- وذات ليلة، رأيتُ شاعري المفضل يجلس وحيدًا على مقهى صغير نواحي المنيل يتمتع بإطلالة على النيل. ينظر نحو النهر ويتأمّله، ويحرّك بصره بين رواد هذا المقهى الصغير الذي تشكّل - بشكل غير قانوني - من نصبة شاي، منقد فحم، دكتين خشبيتين متقابلتين. صاحب المقهى حارسُ عمارة مهجورة قرّر تقليب رزقه، وجعل مشروبات مجالسيه وأنفاسهم مقابل جنيهات قليلة. وعندما يأتي المساء، يسرّب لمجالسيه