فئة القصيدة باللغة العربية (لليافعين ١٤–١٨)، والحكم الشاعر جولان حاجي
المرتبة الثانية
أتسكّع بين الألوان والروائح
اللون الأصفر يرسم ابتسامة على وجهي
ورائحة الزعفران تستفزّ عصافير معدتي
"أهلا يا حبيبتي!" تنادي أم زينب وهي تلوّح
"صباح الخير!" تنادي أمّ يوسف
كرة ضاحكة تتدحرج تحت قدمي
وضحكات مشاغبة تملأ الشوارع
الشمس تضمّنا جميعاً
والطّيور تغنّي لنا
صديقنا القطار يسلّم على الأطفال
ويعلن بداية يوم جديد
هذي بلدتي الصغيرة
تسكنني وأسكنها
وحول قصيدة فيروز علّام، قال الحكم جولان حاجي:
”ذوّبت الشاعرة في قصيدتها الصغيرة لوحة آتية من زمان ومكان آخرين، ليولَد من هذا التلاقي عالم راحت تتسكّع فيه بين الألوان والروائح، مدوّنةً بأبسط الكلمات وأشيع التعابير نبضَ ما ترى. إنها تعرف هذا المكان جيداً. هذه هي بلدتها التي تسكن كلٌّ منهما الأخرى، موّارة بالصخب الأليف والزحام الآمن للبلدات الصغيرة- الجارات، العربات الجوالة، العتالون، باعة البسطات، العمال المياومون على الأرصفة. استنطقت فيروز الصامتين الساكنين، سكّان لوحة 'حي شعبي' (١٩٥٦) لزينب عبد الحميد، فخرج الترام الأصفر من صمت القماشة واجتاز الزمن ليدخل شوارع مخيلتها- صديقاً يسلّم على الأطفال. التحيات العادية ثمينة،'صباح الخير' مفتاح يشرح الوجه والقلب. الحلم قوةٌ تحوّل ما تراه الشاعرة إلى ما تريده، وما تريده هنا هو ما تأْلَفه. يكفيها سِحراً وفرحاً البقاءُ حية، محاطة بنعمة الضوء وعبق الزعفران وضحكات أطفال يلعبون الكرة وتعانقهم الشمس. إنها تشاهد الحياة بعيون الطفولة، وهذا هو ما يسعى إليه الشعر.“
هذه القصيدة هي إحدى القصائد الاثنتي عشرة التي حازت على المراتب الأولى و الثانية من جوائز بارجيل الشعرية لعام ٢٠٢٠ التي منحت للمرّة الأولى من قبل لجنة تحكيم ضمّت شعراء ذوي شهرة عالمية. إضغط هنا للمزيد من المعلومات عن الجائزة على موقع مؤسسة بارجيل للفنون.
فيروز أحمد علام
فيروز علاّم طالبة مصرية في المدرسة الأمريكية العالمية في دبي، تبلغ من العمر ١٤ عاماً، ولديها شغف عارم بالشعر العربي.